«الإنترسبت»: حذف 24 فيلماً فلسطينياً من نتفليكس يشكل قمعاً للحريات
«الإنترسبت»: حذف 24 فيلماً فلسطينياً من نتفليكس يشكل قمعاً للحريات
قالت صحيفة "الإنترسبت"، إن منصة نتفليكس حذفت مجموعة "قصص فلسطينية"، كانت تهدف إلى تسليط الضوء على الإبداع السينمائي الفلسطيني والعربي.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، السبت، أن المنصة تضمنت عند إطلاقها 32 فيلمًا، لكن ما أصبح متاحًا الآن فقط هو فيلم واحد بعنوان "إبراهيم.. مصير يجب تحديده" للمخرجة لينا العبد، للمشاهدين في الولايات المتحدة. وذلك بعد حذف 24 فيلماً مؤخراً ومن قبلهم حذف 7 أفلام.
ووجهت مجموعة من المنظمات المؤيدة لفلسطين انتقادات إلى نتفليكس من قبل، حيث اعتبرت هذه الخطوة استمرارًا لجهود قمع الأصوات الفلسطينية في الإعلام.
تحدث سانجيف بيري، من منظمة "فريدوم فوروارد"، عن أهمية إعادة إدراج هذه الأفلام، مشيرًا إلى أن الحذف يعكس سياقًا أوسع من القمع والتمييز ضد الفلسطينيين.
تداعيات الحذف على الحقوق الثقافية
وأشارت نتفليكس إلى أن سبب الحذف يعود إلى انتهاء فترة ترخيص الأفلام في أكتوبر 2024، واعتبرت أن ذلك يتماشى مع الممارسات القياسية في ترخيص المحتوى، ومع ذلك، لم توضح الشركة لماذا أُزيلت المجموعة بالكامل من مكتبة نتفليكس في إسرائيل، حيث تظهر رسالة خطأ 404 تشير إلى عدم وجود الصفحة.
ويشير "الإنترسبت" إلى أن هذه الحادثة تعكس قضايا أوسع تتعلق بحقوق الثقافة والإبداع، فعندما تُحذف أصوات معينة من منصة عالمية مثل نتفليكس، فإن ذلك يمس بفرص التعبير الثقافي والتمثيل العادل للقضايا الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك، يشعر الكثيرون بأن هذه التصرفات تعزز الاستثناءات الثقافية وتسهم في تعزيز الروايات الأحادية حول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ضغط من المجتمع المدني
وتواصلت دعوات المجتمع المدني للضغط على نتفليكس لإعادة الأفلام المفقودة، وصدرت بيانات من نحو 30 منظمة، من بينها منظمة فريدوم فوروورد، تؤكد أهمية تمثيل الفلسطينيين في السرد الإعلامي.
وأكدت المنظمات، على أن حذف الأفلام يمثل تعديًا على الحق في الثقافة وحرية التعبير، ويجب على نتفليكس أن تعيد النظر في سياساتها الخاصة بمحتوى الشرق الأوسط.
يذكر أن مجموعة "قصص فلسطينية" كانت بمثابة فرصة لإيصال قصص إنسانية وثقافية، وقد أدت إزالتها إلى ردود فعل سلبية من جمهور المتابعين الذين يرون أن هذه الخطوة تسهم في تهميش قضايا حقوق الإنسان في السياق الفلسطيني.
انعدام التوازن في التمثيل الثقافي
بعد الحذف، لم تظهر مجموعة "قصص فلسطينية" في نتائج البحث، ما أدى إلى انعدام التوازن في التمثيل الثقافي، وعند محاولة الوصول إلى محتوى المجموعة من دول مثل كوريا والمملكة المتحدة، تبين أن الصفحات تعاني من مشكل تقنية أو لا تحتوي على أي من العناوين الفلسطينية.
أثار الأمر قلقا بالغا بالنسبة للعديد من المشاهدين الذين يعبرون عن استيائهم من غياب التنوع في المحتوى المعروض، ويستمر النقاش حول مدى قدرة منصات البث على تقديم تمثيل عادل للثقافات المتنوعة، خاصة تلك المعرضة للتمييز أو القمع.
التحديات المستقبلية
تواجه نتفليكس تحديات في موازنة التزاماتها القانونية مع حقوق الثقافات المختلفة، فبينما تعبر المنصة عن التزامها بحرية الفن، يجب أن تضمن أيضًا تمثيل جميع الأصوات بطريقة متوازنة.
من المتوقع أن تستمر الضغوط من قبل الجمهور والمجتمع المدني، ما قد يسهم في إعادة تقييم السياسات المتعلقة بالمحتوى المستند إلى حقوق الإنسان والثقافة، لأنها ليست مجرد مسألة أفلام، بل تمثل تحديًا عالميًا حول كيفية تعامل المنصات الإعلامية مع التنوع الثقافي والعدالة في السرد.